الساعة الواحدة صباحا بتوقيت بوسطن و فيه إعصار أنا سامعه برة و المطر بيضرب على الزجاج. إعصار اسمه ساندي، على رأي أحدهم لو كان فيه إعصار اسمه ساندي في مصر كان زمان الرجال نزلوا إتحرشوا بيه.
الحمد لله بوسطن ماكانش فيها إصابات و خسائر كبيرة، شجرة وقعت هنا ولا هنا. الشدة في نيو يورك و نيوجيرسي، على بعد سويعات من هنا.
الساعة واحدة و عندي شغل و الكيبورد عندي بالإنجليزي بس و هي اللغة اللي بأنشر بيها بالعادة بس في قلبي حاجة عايز أقولها و دلوقتي و بالعربي. و ما تنفعش غير دلوقتي و بالعربي.
طول اليوم بنتابع الأخبار المحلية و الدولية على الإنترنت و نعرف الإعصار بيتحرك إزاي و بإتجاه أي مدن و فين ناس أصيبت و ماتت (بالمناسبة معظم الضحايا في جزيرتا هاييتي و جمايكا في الأيام الماضية). هنا شجرة وقعت على بيت موتت واحد، هنا محطة مترو غرقت. في نيو يورك مستشفى إنقطع عنها الكهرباء و إضطر الأطباء أنهم يطلعوا الرضع من الحضانات جري و ينقلوهم على مستشفيات تانية.
بصفة عامة حالة خوف و قلق و الواحد خايف على الناس اللي بيحبها أكثر ما هو خايف على نفسه. غضب الطبيعة، سبحان الله، مالوش كبير.
و في وسط ما الناس قلقة و بتطمئن على بعض ييجي واحد ابن… زي وجدي غنيم يدعي على الناس. و إشي ريح قوم عاد و إشي قاعاً صفصفاً. ولا كأن الناس اللي خايفة دي بني ادمين. و الرجل ماشي ينشر الكره في تغريداته – عفوا، تنعيراته – على تويتر
ولما بعض الناس قالوله طب و المسلمين اللي هناك دول يقولك شهداء و في الجنة. ياااا سلام! يعني يدعي علي أموت عشان يشبع غريزة الشر عنده و بعدين يلا. شهيد. لا يا شيخ. و بعدين رجع دعى نص دعوة كده مفادها “يا رب إحفظ مسلمي أمريكا بس لو ماتوا مش مشكلة أوي”.
و الأسوأ أن فيه أشكال قذرة مثله بتصفق. و تعيد و تزيد. و الرد عليهم يتبعه السباب و التكفير من الأشكال دي. و مع ذلك لم نمتنع عن الرد.
تقولهم “رحمة للعالمين” تقولهم “لا يؤاخذ أحدهم بذنب صاحبه” يردوا قائلين “عذاب من الله” و “انت تعبد الدولار”. يادي النيلة.
و يخلص الحوار بس الأمر لا يسلم من طعم مر في الحلق. بس أهو. من ده كتير. نفس الأشكال اللي بتفرح لما مسيحي يطرد من قريته عندنا. هم نفس الأشكال. نفس الكراهية. يمكن أخذنا عليهم حتى.
بعدها بشوية جاء الحبيب على الجفري. اللي أنا مش باتابعه أساسا. بس جاء الرجل و دعى. و قال “اللهم الطف بالناس في أمريكا يا رحيما بخلقه”. و قال “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين “.
و انا فتحت في البكاء. ميٌه. زي المطر اللي بيضرب على الشباك كده.
ليه؟ جايز عشان تعبت. تعبت من المعاتيه اللي بيتكلموا بإسم ديني. تعبت من أني لما أدافع عن الإسلام ضد عدو خارجي – و ربنا عارف أنهم كتير – ألاقي عدو داخلي بيضربني في ظهري و في ذات الوقت بيسلح عدو الإسلام ضدي. و تعبت لأنهم، ربنا ينتقم منهم، خلوني ما باقيتش عارف منهج الإسلام المتسامح اللي علمنا أن ربنا خلقنا جميعا و أنه لطيف بعباده و أنه رب رحيم، ما باقيتش عارف ده المنهج الوسطي ولا – مع كامل ثقتي به – أصبح منهج بعيد عن قلب الأمة، أتباعه قلة يدافعون عن دين، أئمته أصيبوا بالسعار حتى كرهوا كل من لا يتبعهم مسلمين كانوا أو غير ذلك.
جايز بكيت لأن الكثرة تغلب الشجاعة و أني إتكسفت أني حسيت بالعجز أمام كثرة الأنذال بتوع غنيم.
خلاص. وقت العجز إنتهى. و الفسحة بتاعت السعرانين خلصت.
الدفاع عن الإسلام إتضح أنه مش ضد واحد أهبل في كاليفورنيا بيصور فيلم غبي. الدفاع عن الإسلام هو من ولاد الكلب أمثال خالد عبد الله اللي سخنوا الناس لحد ما ولد ابن السابعة عشر روح لأمه من المظاهرات في صندوق.
الدفاع عن الإسلام من اللي بيكرهوا من لا يتفق معهم و مقتنعين أن الإسلام دين كراهية.
إحنا أتباع الرسول ده: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قيل : يا رسول الله ! ادع على المشركين . قال ” إني لم أبعث لعانا . وإنما بعثت رحمة “رواه مسلم
اللي هو برضه ده: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم قالوا: “با رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. فقال: “اللهم أهد ثقيفاُ.” رواه الترمذي
أنا مش عارف السعرانين بيتبعوا مين. بس مش ممكن هو نفسه محمداً عليه الصلاة و السلام.
علينا واجب. لأن الدين بجد في خطر. مش من سياسي هولندي ولا كاتب هندي. دول مشكلتهم تانية بس مش موضوعي. الخطر الحقيقي هو من السعرانين الكارهين. و تحت الهجوم الضاري لم يعد الإعتماد على الأئمة اللي في صفنا من أمثال علي الجفري (ربنا يكثر من أمثاله!) كاف؛ إنما أصبح فرض عين.
ما تسكتش لما تلاقي واحد بيلوي عنق الأفكار و الأحاديث عشان يقولك أنك لازم تكره و تفرح في مصيبة من إختلف معك. رد عليه. بالحب و بالسماحة. (و إمسح به البلاط (مجازا طبعا)).
في النهاية: كتبت تغريدة قصيرة مفادها أن “يا عالم يلي في الإعصار، المسلمين بجد زي علي الجفري بيدعوا لكم بالأمان”.
العديد من الناس عملوا رتويت و كتير ردوا يقولوا شكرا.
يبقي مين اللي بيمثل الإسلام صح، الجفري ولا غنيم؟
اللهم إجعلنا أقوياء في وجه المتأسلمين!